اختارت "نور" المواجهة. كانت تعرف أنها قد لا تحصل على فرصة ثانية لفهم ما يجري. بتردد واضح، قالت: "أريد أن أعرف الحقيقة." نظر الرجل ذو المعطف الأسود إليها بعمق، ثم أشار للشاب كي يجهز الجهاز.
جلسا جميعاً حول الطاولة، والشاب بدأ في تشغيل الجهاز الذي أصدر صوت طنين غريب. على الشاشة ظهرت خريطة رقمية للمدينة، لكن هذه المرة كانت الخريطة أكثر تفصيلاً، مع رموز غريبة تظهر في أماكن محددة.
قال الرجل ذو المعطف: "ما تلقيته على هاتفك هو جزء من عملية أوسع. نحن نواجه منظمة سرية تتحكم في معلومات خطيرة، وهم على استعداد لقتل أي شخص يقترب من الحقيقة. الرسائل التي وصلتك هي مفتاح لفك شفرات بياناتهم. وكل موقع تم تحديده على هذه الخريطة يحتوي على جزء من اللغز."
نور كانت لا تزال غير مستوعبة تماماً، لكن شعوراً غريباً داخلها بدأ يتأكد: هي لم تصل إلى هذا الموقف عن طريق الصدفة. كل شيء كان مخططاً له.
فجأة، انقطع التيار الكهربائي في المبنى، وغرقت الغرفة في ظلام دامس. قال الرجل سريعاً: "إنهم هنا... لقد اكتشفوا موقعنا."
"من هم؟" سألت "نور"، لكن قبل أن يتسنى لها الحصول على إجابة، سُمعت أصوات انفجارات صغيرة في الخارج. فتح الشاب حقيبته وأخرج سلاحًا صغيرًا، ثم أشار لها بالهروب عبر باب خلفي.
"ليس لدينا وقت. عليكِ الخروج الآن!" صرخ الرجل.
ركضت "نور" نحو المخرج الخلفي، والظلام يلتف حولها كالمتاهة. عرفت أنها الآن في مواجهة خطر لم تتوقعه، وأدركت أن حياتها لن تعود إلى طبيعتها أبداً. ولكن كان هناك سؤال وحيد يتردد في ذهنها: لماذا تم اختيارها هي بالذات؟