ترددت "نور" للحظات، لكن غريزة البقاء دفعتها لاتخاذ قرار سريع. اختارت الهروب. بخطوات سريعة، توجهت نحو الباب الذي جاءت منه الطَرقات. فتحت الباب بحذر، لتجد أمامها ممرًا ضيقًا يؤدي إلى سلالم متهاوية. شعرت بريح باردة تعصف في الممر، وكأنها تحذرها من الاستمرار.
نزلت السلالم على عجل، ولكن قبل أن تصل إلى الطابق السفلي، سمعت صوتًا خلفها؛ خطوات متسارعة. كانت هناك شخصيات تتحرك في الظلام. فجأة، شعرت بيد تمسك معصمها بقوة. تحولت برأسها لتجد رجلًا طويل القامة يرتدي معطفًا أسود ونظارات عاكسة لا تكشف عن عينيه.
"كنت أراقبك منذ البداية،" قال بصوت هادئ، لكن عينيه كانتا تقولان شيئًا آخر. "أنتِ تملكين شيئًا لا يجب أن يكون في يديك."
قبل أن تتمكن "نور" من الرد، أحست بشيء يلامس جيبها. الرجل مد يده وأخذ الهاتف الذي كان يحتوي على الرسائل المشفرة. "اللعبة أكبر مما تتخيلين، وهذا فقط البداية."
ثم أطلق صافرة قصيرة، وفي غضون ثوانٍ ظهر شخص آخر، شاب يحمل حقيبة كبيرة. فتح الحقيبة وأخرج جهازًا إلكترونيًا غريبًا، وكأنه حاسوب محمول صغير متصل بأسلاك وأدوات لا تفهمها.
"هل تريدين معرفة الحقيقة؟" قال الرجل ذو المعطف الأسود، مشيرًا إلى الجهاز. "إذا اخترتِ المواجهة، ادخلي إلى العالم الحقيقي، أما إذا اخترتِ الهروب، فلن تري هذا الجهاز مرة أخرى."
ترددت "نور"، لكن قلبها كان ينبض بالخطر. لم تكن تعرف إذا كان عليها أن تثق به، أو إذا كان مجرد جزء آخر من الفخ.