شعرت "نور" بأنفاسها تتسارع، وجسدها يتيبس من الخوف. نظرت حولها في ظلام المبنى المهجور، تحاول استيعاب ما يحدث. فجأة، انبعث ضوء خافت من هاتفها الذي كان على وشك نفاد البطارية. رسالة جديدة ظهرت على الشاشة: "الآن بدأت اللعبة. إذا أردت الخروج بسلام، عليك أن تحلي اللغز."
ارتجفت يداها وهي تقرأ الكلمات. أدركت أن هذه ليست مزحة. بحثت حولها، محاوِلة العثور على أي دليل قد يقودها إلى حل اللغز. كان المكان مليئاً بالكتب القديمة والأثاث المتآكل. لفت انتباهها كتاب على الطاولة، يبدو كأنه وُضع هناك عمداً.
فتحت الكتاب بحذر، لتجد داخله صورة قديمة لشخص مجهول مع خريطة قديمة للمدينة. على الخريطة كانت هناك دوائر حمراء ترسم مسارات عبر شوارع مظلمة ومناطق مهجورة. لكنها لاحظت شيئاً غريباً؛ إحدى الدوائر كانت تطابق الموقع الذي تقف فيه الآن...
...
قبل أن تتمكن من مواصلة التفكير، سُمعت طرقات سريعة على الباب. خفق قلبها بشدة. من يكون خلف الباب؟ هل هو الشخص الذي أرسل الرسالة؟ أم أن هناك خطراً أكبر ينتظرها في الخارج؟
صوت آخر جاء من الخلف، همس خافت: "أنت لست وحدك في هذا المكان. كل خطوة تخطينها محسوبة."
شعرت بدمها يتجمد. كان عليها أن تختار بين البقاء وحل اللغز، أو الهروب من المبنى قبل فوات الأوان. لكن أيهما كان الخيار الصحيح؟